فى مثل هذه الظروف والاحوال كان لزاما ان اتخذ مكانا هادئا للتفكير والتحليل فالموقف الان ملتبسا بشكل كبير
لن أدع غضبى من فصيل يوجهنى للإتجاه الأخر الذى ربما يكون عكس اتجاهى وعكس ماتمليه على بوصلتى
عندما حدثت الاعادة بين مرسى وشفيق لم اتردد لحظة واحدة فبوصلتى لاتعرف الا اتجاه مبادئ وقيم الثورة فاخترت ان اقف مع مرسى وعملت قدر استطاعتى فى الدعوة إلى انتخابه رغم ماحدث لى من الاخوان اثناء وجودى فى حملة مرشح اخر اثناء الجولة الأولى
ونزلت الميدان يوم اعلان النتيجه وعملت تقرير صحفى فيديو عن الاجواء قبل وبعد النتيجه ورأى الشباب المشارك فى الميدان وتوجهاتهم المختلفة وآمالهم فى مرسى بعد الفوز
إلا ان الاداء الرئاسى جاء مخيبا لآمالى وآمال الكثير من الشباب الثورى المشارك
لم يلتزم الرئيس بتعهداته ولم يعمل على استغلال هذه الحالة من التوافق لكى يستقوى بالشعب ضد الفساد والمفسدين ويأخذ برأى الجبهة التى تكونت فى اجتماع فيرمونت الشهير
وتوالت الاحداث وتقلصت الجبهة وانفض من حول الرئيس ولم يبق معه إلا اعضاء جماعة الاخوان بسبب سياساته التى لم يهتم برأى احد ممن كانوا حوله وقتها فى هذه السياسات والقرارات
لم تهيكل الشرطة رغم كل الدراسات والتجارب التى قدمت له من متخصصين فى هذا المجال ومازالت متهاونة ومتواطئه مع الفساد والمجرمين
لم تؤخذ الدراسات التى قدمت لاستعاده الاموال المنهوبة فى الخارج على محمل الجد وابرز الادلة هو استقالة محمد محسوب من الوزارة معللا ذلك بتهاون الرئاسة فى استعادة الاموال المنهوبة رفم الدراسة التى قدمها
لم يتم اى نوع من المصارحه مع الشعب حول حجم المشاكل والفساد الذى يضرب البلاد بل كانت وعودا معسوله لاتمت للواقع بصله
الاعلان الدستورى الذى قسم البلاد لم يتم اخذ رأى حتى الفريق الاستشارى او الوزراء والدليل ما قاله عدد كبير منهم واستقالتهم من مناصبهم
دستور تم فيه تقنين وضع المؤسسة العسكرية لتصبح لها صلاحيات كبيرة تمكنها من التدخل فى كل شئون البلاد
دستور اعاد تشكيل المحكمة الدستورية من نفس الافراد الذين عينهم مبارك ثم بعد ذلك يشتكون من هذه المحكمة
رغم تعيين نائب عام من قبل الرئيس وهو الامر الذى اضر كثيرا بهذا المنصب لم يأت النائب العام بأى جديد بل تأخر فى الاجراءات القانونية فخرج جميع المتهمين فى معركة الجمل براءة
براءات بالجملة لكل ضباط الداخلية رغم التأكيد فى الاعلان الدستورى على انشاء محاكم ثورية
تعيين رئيس وزراء ضعيف ليس على المستوى المطلوب فى هذه الظروف
تعيين وزراء من النظام السابق او وزراء ضعاف ليس لديهم اى خطط او مهارات قيادية
ترك الكثير من المحافظين الفاشلين فى اماكنهم حتى اليوم مما تسبب فى زيادة معاناة المواطن
نظام يتحدث عن مؤامرات ومتآمرين دون تقديم دليل واحد او ان نرى متهما يحاسب او يتم معاقبته بناء على ادله واقعيه
والكثير والكثير من السياسات والاجراءات التى لم يؤخذ فيها رأى لأى طرف من خارج دائرة الاخوان رغم عدم توافر الكوادر الكافية بداخلهم لادارة البلاد
الجانب الأخر
بدء صوت كارهى الثورة ومحبى النظام السابق والفاسدين ومؤيدى الحكم العسكرى فى الظهور وبدء صوتهم يعلوا يوما بعد يوم مستغلين السياسات الخاطئة والفاشلة من الرئاسة الحالية فى الاستقواء والانتشار بين الناس ان حكم مبارك كان ارحم من مرسى
شرطة لم تتم هيكلتها او تطهيرها فلم يقوموا بدورهم فى ضبط الامن او البلطجية و المجرمين بل تركوهم يعيثوا فى الارض فسادا وانتشرت السرقات وحالات القتل ولم يحاسب احد
رغم ان دور الجيش هو مراقبة الحدود لمنع اى اخطار تحيط بالوطن ومن اهمها دخول الاسلحة للبلاد الا ان الاسلحة اصبحت موجوده بالداخل وبكميات كبيرة ولم يحاسب منهم احد على التقصير او التهاون او ربما التواطئ فى دخول الاسلحه
المعركة اليوم
ليست حربا على الاسلام وانما حنق وغضب على النظام الحالى
نظام يصر على رؤيته ولايستمع إلا لصوته رغم الفشل الذريع الذى يغرق فيه
ثوار يرون الثورة تسقط
اطراف تريد رد الاقصاء بإقصاء الاخوان وعودتهم للسجون
بلطجة واجرام لم تقم الشرطة بدورها فى ضبطهم بل الاغلب انها متواطئه
اعضاء النظام الفاسد يستعدون للوصول إلى سده الحكم عن طريق ضرب الثوار فى النظام الحاكم
كلمة أخيرة
لن اكون فى صف نظام ورئاسة لايستمعوا إلى أحد إلا اعضاء تنظيمه ووقت الغرق والمشاكل يطلب من الجميع ان يسانده وبعدها ينكر كل من وقف بجانبه
لن اكون فى صف النظام السابق المجرم وقاتلى الشهداء وخاربى البلاد
مكانى فقط فى وسط اصدقائى ممن يطالبون بتفعيل مبادئ الثورة والقضاء على الفساد والمجرمين والنهوض بمصر بمشاركة كافة الفصائل
ليس معنى المعارضة للنظام الحالى اننى ضد الاسلام او الشريعه
نعم انتقد اقصاء الاخوان لكافة التيارات الاخرى لذلك لن اطالب بإقصائهم
نعم انتقد استعانة الرئاسة بوزراء ومحافظين من النظام السابق لذلك لن انزل مظاهرات مع ابناء النظام السابق
نعم انتقد تهاون الرئاسة والنظام الحالى مع الداخلية وتقنينهم لوضع العسكر فى الدستور لذلك لن انزل واهتف للعسكر أواشيد بضباط الداخلية
اعلم ان هناك الكثير من اصدقائى الثوريين الذين سينزلون فى المظاهرات من اجل الثورة وهذا حقهم وسأدافع عن هجوم عليهم ولكنى لن اشارك فهذا حقى
اعلم اننى شاركت فى انتخابات واخترت رئيس لم يلتزم بما تعهد به وفشل فى ادارة البلاد ولكنى مازلت ارى ان الحل فى تغييره هو عن طريق استقالته أو استفتاء شعبى وليس بإسقاطه واسقاط لكل قواعد الديموقراطيه وفتح الباب امام الدخول فى دائرة مفرغه يتصرف فيها الاقوى منفردا ويرفع فيها شعار البقاء للأقوى
اعلم انه فى اى انتخابات سوف يستخدمون نفس الشعار وهو المرشح الذى يحمل الاسلام فى مقابل اعداء الدين والاسلام ولكنى سأستمر فى المعركة ضد كل من يخدعنا ولايلتزم بتعهداته وسأستمر فى توعية الناس كيف يختارون دون املاء عليهم بمن يختارون
اعلم انه اذا استقرت الامور ومرت هذه الايام على خير فسوف نجد نظاما قمعيا فى انتظارنا ولكنى ساستمر فى معارضتى حتى يلتزم الجميع بمبادئ الثورة والنهوض بمصر
على الجميع الان ان يعيد النظر فى البوصلة قبل ان نغرق جميعا
الطريق مازال طويلا والجولات كثيرة لذلك اراكم فى الجولات المقبله ضد الفساد والاقصاء والقمع والتخاذل
لن اشارك فى مظاهرات 30/6 كما لم امضى على استمارات تمرد او تجرد ولن اكون سببا فى اسالة دماء مصرية سواء بأسم التطهير او بأسم الدفاع عن الرئيس فلنبق على السلمية وليتحمل كل مسئول نتيجه افعاله بعيدا عن التضليل بأسم الحرب على الاسلام ، فالاسلام لايحمى الفشلة
كما أننى لن أكون سببا ولو من بعيد فى عودة عصابة مبارك للحكم او لقيادة البلاد
رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ
هذه ليست سلبية ولكنى اعلم ان الجولات لازالت مستمرة ولن تحركى بعد اليوم إلا بوصلة الثورة ومبادئها وضميرى ودينى
ولكن الغاية لاتبرر ابدا الوسيلة
فكما يقول جورج أوريل: في وقت الخديعة الكبري يصبح قول الحقيقة فعلاً ثوريا
Advertisements